للعقلاء فقط

مشرفة منتدي حواء

جميعنا يعتقد بأنه عاقل فهل هذا الاعتقاد صحيح؟
هل نحن عقلاء؟ وكيف نعرف؟
هل منا من يعقل ومنا من لا يعقل؟
هل خلق الله أحداً غبياً؟
هل تكلمتَ مع أحداً لا يعقل وهو لا يعرف أنه لا يعقل؟
هل غاب عقلي دون أن أدري؟ وأين ذهب؟ وكيف أستعيده؟
.........................................................................
أسئلة كثيرة مصدرها قول الله تعالى ((إنما يتذكر أولو الألباب)) وقوله تعالى ((واتقوني يا أولي الألباب)) نداءات وخطابات كثيرة ومكررة بأشكال مختلفة موجهة إلى أولي الألباب، فمن هم أولو الألباب.
كلمة ألباب جمع لب ونعرف أن اللب هو (العقل) والجملة مجتمعة معناها أصحاب العقول أو (العقلاء).
إذا كان خطاب الله سبحانه وتعالى موجه إلى فئة من الناس وهم أصحاب العقول أو العقلاء فمعنى ذلك أن هناك فئة أخرى ليسوا بعقلاء فهل من الناس من لا يملك عقلا؟ أو هل منهم من لا يعقل؟ وهذا هو موضوع بحثنا وإنه لموضوع جد مهم وخطير.
بداية، إذا أردنا أن نحافظ على عقولنا أو نرتقي بها أو نستعيدها إن غابت – فكان لابد أن نعرف مصدر العقل في جسم الإنسان.
الكثير منا وربما معظمنا يعتقد أن العقل في المخ وهذا غير صحيح ... أنت معي أن الحيوانات لا تعقل بدليل أنها لم تُكلف في الشريعة بما فرضه الله تعالى من عبادات شرطها الأول هو (العقل) وأنت معي أن هذه الحيوانات لديها(مخ) فإذا كان لديها مخ فلماذا لا تعقل؟
إذا قرأت قول الله تعالى ((أولم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)) وقوله تعالى ((لهم قلوب لا يعقلون بها)) علمت أن مقر العقل في جسم الإنسان هو(القلب) ولكن ما هي الحكمة من وضع العقل داخل القلب ... الحكمة هي أن القلب ليس بيئة ثابتة على حال واحد وإنما هو بيئة متغيرة وله عوامل تؤثر فيه إيجاباً وسلباً ... إقرأ معي قول الشاعر – إنما سمي القلب من كثرة تقلبه .
إذا قرأنا قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام(ألا إن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) وقوله تعالى في الحديث القدسي (لا ينظر الله إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ................ ولكن ينظر إلى قلوبكم) علمنا أهمية القلب في جسم الإنسان ... وإذا كان مصدر العقل فينا هو القلب فكيف نحافظ على قلوبنا حتى نحافظ على عقولنا؟
تخيل معي أن القلب عبارة عن دائرة من الزجاج الشفاف وضع داخله العقل ... فإذا طمس هذا الزجاج أو وُضع عليه طبقة من التراب فلن تستطيع أن ترى من خلفه ... قال صلى الله عليه وسلم (إذا أذنب العبد ذنباً نكت على قلبه نكتة سوداء) ... وما أكثر ذنوبنا – فإذا كثرت الذنوب كثرت النكات السوداء وزادت طبقة الغبار على الزجاج الشفاف حتى يحدث عملية الطمس على القلب وتصبح الدائرة الزجاجية الشفافة التي وضع داخلها العقل مغلفة بغلاف أسود لا يستطيع من بداخلها أن يرى من بخارجها ... إذا علمنا ذلك فهمنا قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وقوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) إذا كان هذا حالنا نحن كثيري الذنوب كثيري النكات السوداء فكيف نجلي قلوبنا؟ كيف نزيل التراب من الزجاج الشفاف حتى نرى من خلفه؟
فكانت الإجابة أن (العبادة والذكر والاستغفار والدعاء) هم جلاء القلوب.
فهل فهمنا من ذلك أن عقولنا مرتبطة بما تقترفه جوارحنا من معاصي وذنوب أو عبادات و حسنات ... الإجابة نعم بل ارتباط كلي وجزئي هل أيقنت أن عقولنا متفاوتة؟ ... إذا قدرنا شفافية العقول بمائة درجة فمن منا يمتلك المائة درجة كاملة ... ومن منا فوق خط الخمسين بالمائة ومن منا أسفله؟ هل علمنا لماذا يوجد فينا العاقل وغير العاقل؟ هل فهمنا معنى قوله تعالى (هم كالأنعام بل هم أضل)
إذا فهمنا ذلك علمنا لماذا فرض الله تعالى علينا فروض العبادات؟ ولماذا أمرنا بالذكر والاستغفار والدعاء؟ من أجل أن نحافظ على قلوبنا التي هي مصدر عقولنا.
إذا علمنا كل هذا فهمنا أن من يدّعي القرب من الله وهو ليس بعاقل فهو ليس بقريب .....
في النهاية لا يسعني إلا أن أدعو الله سبحانه تعالى أن يمتعنا بعقولنا وأن يجعلنا جميعا من العقلاء وأن يرزقنا مرتبة الحكمة التي هي أعلى مراتب العقل ... قال تعالى ... ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً ... صدق الله العظيم
علمني الله وإياكم ،،،

محمود جاد

المدير العام

نعم فالعقل زينة الانسان وهو الذي يميزنا عن سائر مخلوقات الله
وبدون العقل لا وجود للانسان ولا فائدة منه
فاللهم اجعلنا من اصحا بالعقول السليمة
واجعلنا من الذاكريين للك الشاكريين لأنعمك
المحافظين عليها يا ارحم الراحمين

ابراهيم درويش