ثقافة الإعتذار

● عضو مُميـز ●

إن عدم وجود ثقافة الاعتذار في مجتمعاتنا ... لا يمنعنا من ترسيخ مبادئ الإسلام في الاعتذار ، فيبقي لنا أسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عاتبه الله في عبد الله بن أم مكتوم ، الذي نزلت فيه سورة "عبس" ... ففي موقف الرسول من ابن أم مكتوم بعد نزول الآية خير دليل على ضرورة مراجعة الإنسان لأفعاله مهما كان مركزه ومهما علا قدره، لأن الاعتراف بالحق فضيلة.
وهذا خير دليل علي أن الاعتذار لا يضعف من مكانة الشخص ولا يذله ولكنه واجب علينا تقديم الاعتذار ...
وهناك نقطه مهمة يجب الانتباه لها .. ألا وهي أنك بتقديم الاعتذار لا يعني بالضرورة أن يتقبله الآخر ...
فما يجب أن تفعله هو أن تقدم الاعتذار بنية صادقة معترفاً بالأذى الذي وقع على الآخر ... ويا حبذا لو قدمت نوعا من الترضية ,, ويجب أن يكون الصوت معبراً وكذلك تعبير الوجه ...فتوقع أن المتلقي قد يحتاج إلى وقت لتقبل أعذارك وأحياناً أخرى قد يرفض إعتذارك وهذا لا يخلي مسؤوليتك تجاه القيام بالتصرف السليم نحو الاخر ... فأنت قمت بذلك لأنك قررت تحمل مسؤولية تصرفك ..
وهنا أود أن أنوه أنك إن فعلت ذلك وبنية صادقة وقلت علي الأقل أنــــا آســـف ... ونطقها بصدق لذاب الغضب ولداوينا قلباً مكسوراً أو كرامةً مجروحة ... ولعادت المياه الي مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة
أخيراً ...
من يريد أن يصبح وحيداً فليتكبر وليتجبر وليعش في مركز الحياة الذي لا يراه سواه ...
ومن يريد العيش مع الناس يرتقي بهم .. لا عليهم .. فليتعلم فن الاعتذار....

إخواني ما دفعني إلي كتابة هذا الموضوع هو موضوع الأخ الفاضل أبو أحمد " 4 أسباب تجعل الرجل لا يعتذر للمرأه " فأوحي لي بإعادة إطلاق هذا الموضوع ولكن بشكل مغاير ألا وهو ترسيخ ثقافة الإعتذار ... وهذا الموضوع إن وددنا الخوض فية لايسعة صفحة واحدة ولكن صفحات طوال ولكنني أثرت أن أوجز لكم المبادي الأساسية وحاجتنا لترسيخ ثقافة الإعتذار الذي يعتبرة البعض ضعفاً للشخصية ...

وتقبلوا تحياتي

إبراهيم المير

المدير العام

ابراهيم درويش

المشرف العام علي كافة المواضيع

اشرف القط